روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | يـوم جــديد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > يـوم جــديد


  يـوم جــديد
     عدد مرات المشاهدة: 2444        عدد مرات الإرسال: 0

أمل جديد في رب غفور قال في كتابه العزيز: {وهو الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات} ووصف نفسه بغافر الذنب وقابل التوب، وبشر نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه من تاب قبل أن يغرغر تاب الله عليه، وبأن الله سبحانه يحب توبة العبد، بل إنه ليفرح بتوبة العبد، وهو سبحانه الذي دعانا إلى التوبة إليه {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}. يوم جديد، بعمل جديد، عمل طاهر نظيف، بلا شائبة شرك، وبلا خبيثة نفاق أو خيانة، وبلا دسيسة مكر أو خديعة، وبلا رجاء زخرف أو متاع، عمل يرتقي إلى السامق العالي ويتدرج إلى الراقي الرفيع.. {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.

يوم جديد، بنية صالحة، فلا رجاء لخلق الله، ولا تسميع لهم، ولا تقرب إليهم إبتغاء مرضاتهم، بل يستوى عنده مديحهم وتجريحهم، فيخلص عمله لله الرحمن، فهو يرضي الله ولو بسخط الناس، «من أرضي الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس»، فعما قليل إذا به محبوب مفضل عند أهل الأرض والسماوات.

يوم جديد في العطاء، فلا ندم على خير تقدم، حتى لو لم يجد جزاء من الناس ولا شكورا، فليصبر على عطائه، وليثبت على بذله، وليستمر على كرمه وجوده، حتى لو آذاه الناس، وحتى لو طعنوا فيه، فها هو أبو بكر رضي الله عنه يصيبه الأذى من مسطح رضي الله عنه فيهم أن يمنع عنه العطاء فينزل قوله تعالى {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى واليتامى والمهاجرين في سبيل الله وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}.

يوم جديد في التفاؤل، ونظرة مشرقة للصبح الجديد، صبح أبيض بلون الزهور، ندي بملمس الجبين الوليد، يملؤه الأمل في كل نافع صالح، وهو موروث من ميراث النبوة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان متفائلا، يتفاءل بالأسماء ويتفاءل بالأماكن ويتفاءل بنعمة الله وفضله {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ما يجمعون}، بل كان يتفاءل في أحلك الظروف وأشدها وأصعبها، فإذا به يوم الخندق يبشر أصحابه بفتح بلاد فارس والروم.

يوم جديد على الاخوة في الله، ذخر المرء في حياته، ومكتنزه الذي يكتنزه من الدنيا، إجتماع على الطاعة، وإتفاق على الخير، وتوافق على الإصلاح، نصيحة ومرآة ناطقة، ويد حانية وكلمة إيجابية تلكم هي الأخوة الإيمانية..

يوم جديد على محاسبة النفس وتصويب طريقها، والسعي نحو علاج أمراضها، وسد خللها، وعتابها على تقصيرها، وتقويم إعوجاها، وإعادتها إلى جادة الصواب.

يوم جديد على قلب طاهر، سليم معافى، يقدم على ربه بكليته، يملؤه الإيمان، ويدفعه الحق ويحيطه الخشوع والإخبات.

فلنقبل جميعا على ذلك اليوم الجديد متوشحين بمعاني الكلمات النورانية من الآية الكريمة تصف حال ايام الصالحين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لاشريك له، وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين}.

حق له أن يكون يوم عيد.

الكاتب: خالد رُوشه.

المصدر: موقع المسلم.